إن السلام اسم من أسماء الله الحسنى .... و هو هدف جميع الديانات السماوية ، و إن البشرية أجمع تنطلق دوما نحو السلام ... و آمال الإنسانية تسعى إليه.
و قد أعلن مؤسس الحركة الكشفية اللورد بادن باول أن هدف الكشفية السلام مع الآخرين . وقد تنبهت الحركة الكشفية الى أن مرحلة الشباب في العالم تمثل أكبر فئة اجتماعية موجودة و ذات حساسية خاصة لما يحدث من تغيرات في العالم ... و أن للشباب طريقتهم الخاصة في التعامل مع هذه المتغيرات .
وحيث أن مشاكل الشباب عديدة أيضا .. فهم أول ضحايا الصراعات المسلحة .. كما أن تدهور الموقف الاقتصادي له تأثير على فرص العمل و ظروفه و على التعليم و على الظروف الصحية . كذلك نجد أن الشباب في العديد من الدول هم ضحايا المخدرات و تجدهم في الأقاليم الفقيرة يعيشون في ظروف سيئة تفوق تطورهم كأفراد و تحد من قدراتهم للقيام بدور فعال في حياة المجتمع .
التربية من أجل السلام
قدمت الحركة الكشفية العالمية الكثير من أجل بناء السلام في عقول البشر ... و قد أشادت اليونسكو بهذا العمل الكبير ومنحت الحركة الكشفية أول جائزة للتربية من أجل السلام و تتطلع الحركة الكشفية و الإرشادية العالمية إلى المضي قدما في تحقيق السلام . فالحركة تساهم في بناء السلام على مر السنين ، فالسلام ليس مجرد غياب الحرب و إنما هو إجراء تعاون ديناميكي بين كل الدول و الشعوب . ويجب أن يرتكز هذا التعاون على احترام الحريات و الاستقلال و السيادة القومية و المساواة و احترام القانون و حقوق الإنسان ، بالإضافة إلى توزيع عادل و متساوي للثروات . فإذا كان هذا هو معنى السلام فان الكشفية تسعى إليه ... و ستنال يوما جائزة نوبل للسلام .
إن التربية من أجل السلام تبدأ بالشباب منذ الصغر و تجعلهم يدركون حقيقة أن الثقافات و المجتمعات الأخرى تختلف عن ثقافتهم و مجتمعاتهم ومع هذا فان لها نظامها الخاص .
و منذ سنين نجحت الهيئة الكشفية في ماليزيا من تطوير نظام للتربية من أجل السلام ، فماليزيا مجتمع متعدد الأجناس فهي تتكون من ثلاث مجموعات عرقية هي : الماليزيين و الصينيين والهنود ، و كلهم يجمعهم الموقع الجغرافي و النشاط الاقتصادي الواحد. والماليزيون يعملون أساسا في الزراعة فهم ريفيون ، أما الصينيون فيعيشون في المدن و يعملون في التجارة و أعمال المناجم ، و الهنود مدنيون و يعملون في الاقتصاد الزراعي .
الماليزيون مسلمون ويتكلمون بلغة (مالي) ، و الصينيون بوذيون و يتكلمون لهجات صينية عديدة ، والهنود هندوكيون و أغلبهم يتكلم (التاميل ) .
و بالرغم من الاختلاف في العرق و الدين و اللغة استطاعت الكشفية في ماليزيا من أن تلعب دورا هاما في تقوية الوحدة الوطنية بين سكانها .
وإن الحركة الكشفية والإرشادية ذات جوهر خاص في مبادئها و عملها... غايتها أن تقوم من خلال مواردها و أنشطتها في دفع عجلة المحافظة على السلام العالمي ... فقد أ ثبتت التجارب أن السلام يمكن تحقيقه بين الدول و هو يعتمد على الاحترام المتبادل بينها و بهذا الاحترام يمكن التقدم بالسلام دائما .
و لأن الحركة هي مجتمع عالمي للشباب دون تمييز بين جنس أو نوع أو ظروف اجتماعية أو قومية أو مكانة سياسية أو غير ذلك . فتكون هي إحدى الحركات الشبابية الهامة التي تساهم في بناء السلام بين البشر على مر السنين .
و إن في التجمعات الكشفية و الإرشادية العالمية فرصة للتعاون و التاّلف و التعايش بين الشباب من مختلف الجنسيات ، تتوحد غاياتها من أجل الوصول إلى وسيلة لتحقيق التعايش و السلام . و هناك البرامج التربوية الخاصة في مناهج الحركة الكشفية تحث على السلام و التفاهم الدولي و تكوين الصداقات و تبادل الثقافات .
يدا بيدا نحو السلام
نبدأ أولا بالسلام مع الله ثم السلام مع أنفسنا والسلام في الحياة و مع الآخرين .
السلام مع البيئة و الاهتمام بها و عدم معاداتها ، و المحافظة على البيئة نظيفة خالية من كل ضرر .
نشر ثقافة السلام ، و النظر إلى العالم من حولنا و نحدد أسلوب حياتنا و قيمنا و تقاليدنا و معتقداتنا ونحدد نظام و عادات المجتمع المتميز و الاتصال بالثقافات الأخرى و احترام عاداتها و تقاليدها و قيمها المختلفة .
الكشافة والمرشدات هدايا السلام
ملايين الكشافة والمرشدات تعمل من اجل السلام ، ويأخذ مشروع الكشافة هدايا السلام عملا مهما في برامجهم و أنشطتهم ... يشتركون في أفكار السلام من خلال رسائل الإعلام المتعددة للسلام .
و نحن ككشافين في جميع أنحاء العالم نعمل جادين من أجل تحقيق السلام من خلال مشاريع منح السلام التي يشارك فيها الكشافون بأفكارهم و أمانيهم عن طريق رسائل للسلام تنطلق عبر وسائل الإعلام المختلفة .
و إن الحركة الكشفية و الإرشادية تضم 28 مليون كشاف ومرشدة في 160 دولة تطلق الدعوة إلى عالم أكثر سلما و تعمل على بث روح التسامح و القضاء على التمييز و العمل على التضامن مع الآخرين . والاحتفال باليوم العالمي للسلام في 21 ايلول 2009 هو فرصة لبناء السلام بين الشباب في كل مناطق العالم.
* قائد مجموعة كشافة ابن بطوطة الأردنية
ayyash86@yahoo.comبمناسبة اليوم العالمي للسلام 21 ـ ايلول ـ 2009